الأربعاء، 8 يونيو 2016

Technology

إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات 

ان تكنولوجيا المعلومات أداة قادرة على إدارة وتخزين ونقل المعرفة الهيكلية، فيمكنها دعمنا في جهودنا لتخزين المعرفة في العقل البشري أو في مستندات تتوفر لجميع موظفي المنظمة (دانفن بورت وبرساك 1998). وفي عملية إدارة المعرفة؛ كل من امتصاص وخلق وتنسيق وتخزين ونقل ونشر المعرفة على المساعدة المقدمة من خلال تكنولوجيا المعلومات. وقد أشار كل من خاندويل وجوتشالك إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات لدعم إدارة المعرفة يؤثر بشكل واضح على نتائج التعاون المعرفي داخل المنظمة. وأوضح شبيجلر (2003) أن الطرق المحددة مثل استخراج البيانات يمكن أن تكون مفيدة للمنظمة في الحصول على معلومات ذات قيمة من قواعد البيانات وخصوصاً عند تطبيقها على مجال مثل التسويق أو إدارة علاقة العملاء والتجارة الإلكترونية. وبالإضافة لذلك أوضح شير ولي (2004) أنه يمكن إدارة المعرفة القابلة للنمو داخلياً وخارجياً بشكل فعال من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات علاوة على القدرة على زيادة القدرات الديناميكية للشركة.

ومن ثم تلعب تكنولوجيا المعلومات دوراً مهماً في تحديد نجاح أو فشل تطبيق نظام إدارة المعرفة (جوهانسن وأوليسن والسن 2001). وعلى الرغم من أن ترميز وترجمة مفاهيم المعرفة لا تعتبر جديدة بشكل كامل بالنسبة للعالم والمنظمات، فعلى النقيض تم إجراء تدريب على ترميز مناهج التطوير والسياسات التنظيمية والروتينات والإجراءات والتقارير وكتيبات الإرشاد وغيرها لسنوات. ويمكن فقط من خلال التقدم في تكنولوجيا المعلومات إعطاء قوة دافعة للإسراع من تطور إدارة المعرفة (ألافي وليدنر 2001). ولذلك كان نمو إدارة المعلومات مرتبط بشكل وثيق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (تشومر وهول وبريشار 2000). وبناءً عليه وُجد أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً مهماً في تطبيق نظام إدارة المعلومات (هسلوب 2002).

بالنسبة للعديدين لا يبدو هناك أي اختلاف بين “إدارة المعرفة” و “تقنية المعلومات”. ويبدو ذلك منطقياً حين يخص الموضوع غير المعلوماتيين. فبالنسبة لمسوقي تكنولوجيا المعلومات، تعتبر الماسحة الضوئية (scanner) هي تكنولوجيا رئيسية لإدارة المعرفة لأنها ضرورية لتقاسم المعرفة. لذلك فمعظم الذي يشار إليه كإدارة معرفة ما هو في حقيقته إلا إدارة معلومات. و في هذا المجال، يشير دانهام غراي أن التعامل مع الأشياء (البيانات أو المعلومات) هو إدارة معلومات، و العمل مع البشر هو إدارة معرفة. و كما أشرنا سابقاً، فإن إدارة المعلومات تتعلق بالوثائق و رسومات التصميم المسند بالحاسوب، و الجداول الإلكترونية، و رموز البرامج. و هي تعني ضمان توفير المداخل، و الأمنية، و الانتقال، و الخزن. و هي تتعامل حصرياً مع التمثيل الواضح و الجلي.

في حين أن إدارة المعرفة، من الناحية الأخرى، تميز القيمة في الأصالة، و الابتكار، وسرعة الخاطر، و القدرة على التكيف، و الذكاء، و التعلم. و هي تسعى إلى تفعيل إمكانيات المنظمة في هذه الجوانب. و تهتم إدارة المعرفة بالتفكير النقدي، و الابتكار، و العلاقات، و الأنماط، و المهارات، و التعاون و المشاركة. و هي تدعم و تسند التعلم الفردي و تعلم المجموعات. و تقوي التعاضد بين أفراد المجموعات و تشجع مشاركتهم في الخبرات و النجاحات و حتى الفشل. و قد تستخدم إدارة المعرفة التكنولوجيا لزيادة الإتصال، و تشجيع المحادثة، و المشاركة في المحتوى، و التفاوض حول المعاني.

لكي نتفهم واقع إدارة المعرفة، فلابد لنا من أن ننظر بشكل أكثر واقعيةً إلى الماضي و الحاضر. في الماضي كانت هناك الكثير من المجتمعات التي تمارس إدارة المعرفة بصورة أو بأخرى من دون أن تطل على ممارساتها هذه التسمية. أما اليوم فإن العديد من المجتمعات اتخذت خطوات رسمية في هذا الجانب و استحدثت برامج إدارة المعرفة. و لكن لا زالت هذه المجتمعات قاصرة عن إدماج “إدارة المعرفة” بشكل كامل في فعالياتها و قراراتها المجتمعية.

و خلف ذلك كله، الفرص الابتكارية ستخلق من خلال تكنولوجيا المعلومات الدائمة التطور و الحلول البرمجية. و ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحاسوب أن يعمل كشريك لعمال المعرفة، يكيف أفعالهم مع سلوكيات المستفيدين من خلال التنبؤ بالمعلومات التي قد يحتاجون إليها.

و بناءً على ذلك، فمن الواضح أن إدارة المعرفة تستطيع أن تسهم في إرساء أسس المجتمع المعلوماتي من خلال تبادل أفضل للأفكار مما يتيح استفادة أكبر من الموارد الذهنية المتاحة و إمكانية أحسن للابتكار و التطور. و أخيراً، فعلى الرغم من التشابه الكبير بين المصطلحين، إلا أنهما ليسا وجهين لعملة واحدة، فهما مصطلحان مختلفان. فإدارة المعرفة تعمل في المستوى التجريدي أكثر من إدارة المعلومات. و هذا يجعل ارتباطها الرسمي مع الفوائد و الممتلكات الملموسة صعب التحصيل و التوضيح، و لكن هذا لا يقلل من أهميتها الإستراتيجية بأي شكل من الأشكال.[1]

وتعتبر تكنولوجيا المعلومات المحرك الرئيسي في صياغة كل من الجودة الشاملة وادارة المعرفة . حيث توفر التكنولوجيا الادوات الجديدة التي احدثت تحولا كبيرا في نجاح اعمال المنظمات وتبادل المعرفة وادارتها .

وأخيرا في مجال انظمة تخطيط الموارد في قطاع الاعمال ومستودعات البيانات لCRM وERP بنيه تحتية فعالة لانظمة  إدارة المعرفة. حيث تم تطوير العديد من الأدوات كخرائط المعرفة وXML ومواقع الشبكات لتهيئة البنية التكنلوجية اللازمة لادارة المعرفة .  
Knowledge management and information technologyفيديو عن المعرفة بالتكنولوجيا